ينتشر الشاي الأخضر في شرق آسيا في جزيرة سيلان، وجاوا، واليابان. كما يوجد في مختلف بلدان العالم بشكله التجاري.
وعرف شجرة الشاي الأخضر بأنها شجيرة صغيرة مستديمة الخضرة، يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار.
يعتبر الشاي بشكل عام أحد أكثر المشروبات شعبية في العالم، ويتم الحصول على الشاي الخضراء مباشرة من نبات الشاي أو الكاميليا الصينية (Camellia sinensis)، أما الشاي السوداء فيتم الحصول عليها من تخمير أوراق نفس النوع، ويتم الحصول أيضاً على الشاي نصف المخمرة والتي تدعى شاي أولونغ oolong tea.
وبطبيعة الحال يتم استخدام الأوراق المجففة من هذه الشجرة لإعداد الشاي.
فوائد الشاي الأخضر الصيني في العلاجات:
بشكل عام، يعتبر الشاي منبهاً، وقابضاً، ويخفف من آلام الرأس العصبي، ويقي من نخر الأسنان، كما أنه مضاد للأكسدة، ويحافظ على مرونة جدر الأوعية، ومضاداً للالتهاب الارتشاحي، كما يقتل البكتيريا في الفم.
المكونات الفعالة: نبات الشاي الأخضر غني بالفلافانولات (flavanols) وبشكل رئيسي الكاتيكينات (catechins) والتي تضم الكاتيكين، والإبيكاتيكين، وغالات الإبيكاتيكين، والإيبيغالوكاتيكين، وغالات الإيبيغالوكاتيكين.
وتعتبر وغالات الإيبيغالوكاتيكين (Epigallocatechin gallete) (EGCG) المادة الفعالة الرئيسية المسؤولة عن مقاومة السرطان في الشاي الأخضر. كما يحتوي أوراق الشاي على الكافئين (الشايين)، والتانين، وحمض البوهيك، وزيت عطري، وراتنج، وهي غنية بالفلوريد أيضا.
ويؤكد العلماء أن الشاي الأخضر لديه القدرة على مقاومة سرطانات المعدة والكبد والبنكرياس والثدي والمري والجلد والرئة.
كيف يحارب الشاي الأخضر السرطان؟
تثبط مادة (EGCG) تكاثر خلايا السلالات الخلوية في المخبر، فقد أظهرت الأبحاث أن التركيز الذي يقتل نصف خلايا أغلب السلالات الخلوية (IC50=50-80uM) هي من 50-80 ميكرو مول في حين أن IC50 لعدد من الخلايا وصل إلى 955 ميكرو مول. إن الجمع بين أكثر من مركب من مركبات الكاتيكين أظهر فعالية تآزرية ضد الخلايا السرطانية أكثر من مركب لوحده، فالجمع بين الإبيكاتيكين و(EGCG) أظهر فعالية أكثر بحوالي 2.6 مرة في إنقاص تكاثر سرطان الرئة عند الإنسان مقارنة بـ (EGCG) لوحدها.
فعالية EGCG في الجسم الحي Invivo:
أظهر المركب (EGCG) لوحده أو عند استخدامه ضمن المستخلص النباتي للشاي (GTE) أن له تأثيرات وقاية ضد السرطان، كما أظهرت عشرات الدراسات أن الاستخدام الموضعي أو الفموي أو حقنا داخل الوريد أن هذا المركب قد يثبط تطور الأورام في الجرذان في مختلف الأنسجة (اللسان، والرئة، والمعدة، والجلد) والتي أحدثت بفعل ممرضات كيميائية بغض النظر عن طريقة إعطاء الدواء.
وقد كانت الجرعة المستخدمة في التجارب المجراة على الفئران 2% من شاي الأوراق حيث أعطيت للفئران بدلاً من ماء الشرب والذي يعادل جرعة بشرية مقدارها 302-604 غ / اليوم من GTEأو 380-660 غ / اليوم من EGCG.
- إن تناول جرعة مقدارها 115 ملغ / كغ من مادة (EGCG) عن طريق الفم يثبط انتشار الخلايا السرطانية لسرطان الرئة المحدث لدى الفئران.
- كما أن تناول جرعة مقدارها 100 ملغ / كغ من مادة EGCGعن طريق مياه الشرب قد يثبط انتشار سرطان الميلانوما في الفئران بنسبة 72%.
- كما ثبطت جرعة مقدارها 400 ملغ / كغ من مستخلص الشاي انتشار خلايا الساركوما في الفئران بنسبة 50%.
- تناول 500 ملغ / كغ في اليوم من مستخلص الشاي قد يثبط تكاثر سرطان إيرليخ بنسبة 32%.
يظهر مركب (EGCG) مقدرة على إنقاص نشاط إنزيم التيلوميراز في خلايا سرطان اللوكيميا وخلايا سرطان الغدد adenocarcinomaبجرعة مقدارها 15 ميكرومول.
حرصت الأبحاث الإحصائية على إيجاد علاقة بين شرب الشاي الأخضر وبين إنقاص معدل السرطان فقد ذكرت الأبحاث -على قلتها- أن شرب الشاي قد ينقص بعض الأنواع السرطانية، إلا أن هذه العلاقة لم تكن واضحة ما عدا بالنسبة لسرطان البنكرياس وسرطان القولون وربما يرجع ذلك إلى أن شرب الشاي بطريقة المعتادة لا يصل إلى الجرعة المطلوبة لتكون فعالة، وهذا ما أكدته دراسة في اليابان حيث أدى تكثيف شرب الشاي إلى ظهور تحسن عند بعض مرضى سرطان الثدي الذين وصلوا إلى مراحل مختلفة من المرض.
وقد قدرت الأبحاث التي أجريت على حيوانات التجربة وتجارب الحرائك الدوائية الجرعة العلاجية اللازمة من (EGCG) حيث تراوحت بين 460 ملغ-12 غرام /يوم.
لا تزال الآلية المضادة للسرطان في الشاي الأخضر غير واضحة تماما ولكن لوحظ ما يلي:
- تثبيط العديد من إنزيمات البروتيناز اللازمة والبروتين كيناز.
- تثبيط العديد من إنزيمات البروتياز التي تنظم نسخ DNA في الخلية السرطانية، وكذلك الحث على استماتة الخلايا Apoptosis في السلالات الخلوية السرطانية للوكيميا وسرطان الجلد والرئة والمعدة والبروستات.
- تثبيط عمل تكوين الأوعية الدموية الخاصة بتغذية الأورام angiogenesis، وتثبيط عملية انتقال الأورام metastasis.
- تثبيط إنزيم CDK وإيقاف الانقسام الخلوي.
كما يحسّن تناول (EGCG) من معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان بكل ملحوظ في عدة دراسات نذكر منها:
دراسة في الصين أجريت على 309 مريضات مصابات بسرطان المبيض فقد بقيت حوالي 77.9% من المريضات اللواتي تناولن الشاي الأخضر على قيد الحياة لمدة 3 سنوات مقارنة ب47.9% في المجموعة التي لم تشرب الشاي.
وفي تجربة ضمت 90 مريضة بسرطان عنق الرحم الناتج عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي كانت الاستجابة بمقدار 69% للمجموعة التي أعطيت 200 ملغ من (EGCG) يومياً.
وقد بينت التجارب أن للكافئين الموجود في الشاي الأخضر أو الأسود قدرة على منع تكاثر الخلايا الجلدية المحرضة على تكوين السرطان باستخدام الأشعة فوق البنفسجية مقارنة مع الشاي منزوع الكافئين، فقد لاحظ العلماء أن التطبيق الموضعي للكافئين أو (EGCG) على الفئران التي سبق وعرضت مرتين أسبوعيا لمدة 20 أسبوع للأشعة فوق البنفسجية ساعد على إنقاص عدد الأورام الجلدية بنسبة 44-72% و55-66% على التوالي. يضاف إلى ذلك أن المعاملة بهذين المركبين قد زاد من نسبة استماتة الخلايا في الأورام الجلدية بنسبة 56-92%.
المحاذير: يجب عدم تناول الشاي الأخضر من قبل الناس الذين يعانون من مشاكل قلبية، واضطرابات كلوية، وقرحة معدية، واضطرابات نفسية (خاصة حالات القلق). كما يجب على المرضعات والحوامل تجنب الشاي الخضراء.
